كلمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في الذكرى 41 لرحيل البارزاني الخالد

كلمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في الذكرى 41 لرحيل البارزاني الخالد

كلمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في الذكرى 41 لرحيل البارزاني الخالد

الذكرى الحادية والأربعون لرحيل البارزاني الخالد
الأخوات والأخوة الأعزاء
الأحزاب الوطنية الصديقة والكُردية الشقيقة
المنظمات المجتمعية
الوطنيون الأفاضل:

لقد مضى واحد وأربعون عاماً على رحيل قائد الأمة الكُردية الخالد الملا مصطفى البارزاني، وكأنها كانت البارحة، لأن ذكراه في مخيلة وقلوب المخلصين من أبناء شعبنا في كل يوم وكل لحظة.

إنه بحقّ أبُ الكُرد ورمز نضالهم، وعالمياً طبقت شهرته الآفاق، تجلّت عظمته في جوانب مهمة من شخصيته من الحكمة والشجاعة والمحبة والتسامح، حيث وصل بعض صفاته وأدائه إلى درجة المعجزات، له بصمات على كامل التاريخ النضالي المعاصر لشعبنا والمنطقة، كونه ترعرع في أجواء زاخرة بالوطنية والشجاعة والقيم السمحة.

طالب البارزاني الخالد على الدوام بالحقوق العادلة للشعب الكُردي عبر ثورات وانتفاضات متلاحقة، وأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق عام 1946، ومسيرته الظافرة إلى الاتحاد السوفييتي "آنذاك" وعودته عقب ثورة 14 تموز عام 1958، ليقود النضال التحرري، ويوقد شعلة ثورة أيلول التحررية المجيدة وبيشمركته البواسل، حتى انتزاع الحكم الذاتي في آذار عام 1970، والاعتراف الرسمي بحقوق الشعب الكُردي في العراق، وتعرّض خلال المسيرة إلى العديد من المؤامرات التي استهدفت حياته، إلى ان تنصلت الحكومة العراقية من الاتفاقية بمؤامرة الجزائر المشؤومة.

في كل ذلك لم يربط مصير الشعب الكُردي بأية اعتبارات إقليمية أو دولية سوى مصلحة الشعب وقضيته العادلة، لم يستخدم أسلوب القتل والخطف والاغتيالات التي كانت سائدة في ذلك الحين، لقد كان القائد الملهم في السلم والحرب، لم يطغَ، ولم يهدم بيتاً، ولم يحرق زرعاً، ولم يتجاوز قوانين القتال سواء في التعامل مع الأسرى أو غيرها من صفات الفرسان الأبطال. ظلّ على التعامل الانساني والأخلاقي الرفيع حتى أصبحت الحركة التحررية الكُردية في مصافي أكبر الثورات التحررية والمثل الاعلى في المنطقة والعالم.

لقد كانت رؤيته سليمة للمفاهيم النضالية مما أكسبت البارزانية مفهوماً وطنياً صادقاً يُرادف الكوردايتي، ومتّصفاً بالاستمرارية والتضحية والإخلاص حتى باتت فلسفة متكاملة ورؤية واضحة وفكراً قومياً وإنسانياً معاصراً، بوصلته الشعب الكُردي وقضيته العادلة.

تجلت ديمومتها واستمراريتها من خلال ثورة 26 أيار الوطنية التي قادها السيد الرئيس مسعود البارزاني بمباركة من البارزاني الخالد لاستكمال المسيرة، وحققت الانجازات القومية الهامة من حكومة وبرلمان يحظى بتقدير واحترام الدول المتحضرة والمؤثرة والهيئات الرسمية، وفتحت آفاقاً واسعة أمام المجتمع الكوردستاني بإجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان والتي حظيت بنسبة فاقت اثنين وتسعين بالمائة من اصوات سكان اقليم كوردستان، كما نالت ثقة كل وطني كُردي شريف في كل مكان، وكذلك كل مناضل مخلص لشعبه ووطنه، حيث أغنى هذا التراث النضالي وفق ظروف المرحلة بقيادة سيادته للمسيرة حاملا المشروع القومي الكوردستاني حتى باتت الآن ضمانة لحقوق شعبنا في كافة أجزاء كُوردستان.

وما التفاف أبناء شعبنا في كُوردستان سوريا حول هذا النهج بالرغم من تبعات النضال الصعبة، إلا إيماناً راسخاً بهذا النهج القويم وثمرة من ثمرات نضاله على الصُعد السياسية والاجتماعية والميدانية وغيرها.

والبارزاني الخالد هو الملهم لانطلاقة حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا عام 1957 وإلى الآن، التف حوله أبناء شعبنا الكُردي في سوريا بكافة شرائحهم المجتمعية المختلفة.

يبقى تراث البارزاني الخالد على الدوام نبراساً لكل وطني كُردي غيور على مصلحة شعبه وقضيته العادلة حيث سُميت بـ «مدرسة الكوردايتي نهج البارزاني الخالد» في النضال والتضحية والإخلاص، ندافع عنها بأرواحنا وجوارحنا لنثبت صحة نضالنا من أجل قضيتنا وصدق مبادئنا، ونبدي استعدادنا الدائم لتحمُّل تبعات النضال وفي أحلك الظروف متسمين بروح التحدّي في مواجهة كل ما يعترض مسيرتنا النضالية.

إننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في الوقت الذي نجدّد العهدَ على السير على هذا النهج الذي أساسه السلام والحرية والتجديد، نؤكد على التمسك بوحدة الموقف الكُردي وتعزيز قيم العيش المشترك بين كافة المكوّنات المتعايشة، ومنفتحون على كافة الأطراف الدولية، والمعارضة الوطنية لِما فيها خير شعبنا وبلدنا سوريا، ومن خلال المجلس الوطني الكُردي الذي يعدُّ مكسباً مهماً لشعبنا في هذه المرحلة الهامة من تاريخه، ونؤكّد على بذل كل ما من شأنه تعزيز دوره وتفعيل أدائه.

نجدّد العهد والوفاء على مواصلة النضال على نهج البارزاني الخالد حتى تحقيق الحقوق القومية لشعبنا.

تحية إلى ذكرى الواحدة والأربعون لرحيل البارزاني الخالد
تحية إلى أرواح شهداء شعبنا وشهداء الحرية في كل مكان
1/3/2020
المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا