كردستان سوريا في مواجهة صفقات اتفاقية سوتشي

كردستان سوريا في مواجهة صفقات اتفاقية سوتشي

كردستان سوريا في مواجهة صفقات اتفاقية سوتشي
نوري بريمو

في خضمّ الأزمة السورية وفي غياهب الإستهدافات الإقليمية للشأن السوري وخاصة الكردي المؤجّج بفعل فاعل والممجوج بمختلَف الأحابيل الكواليسية الرامية لتقاسم النفوذ في سوريا وفي كردستان سوريا ، ووسط الإنهماك الدولي بأزمات شرق أوسطية عديدة بحثاً عن أية مخارج لإيقاف هذه الحروب الناشبة على خلفيات مختلفة منذ بداية الربيع العربي وحتى اليوم في بلدانٍ عديدة كسوريا وليبيا واليمن وغيرها، وبالترافق مع الإنشغال الأمريكي بعقبات ماراثون نقل الرئاسة بسلاسة بين الرئيس الفائز جو بايدن والرئيس الخاسر والمنتهية ولايته دونالد ترامب.

يبحث أطراف إتفاقية سوتشي (روسيا وايران وتركيا) عن أية حجة أو غطاء دولي كي يمارسوا مزيداً من العربدة في الساحة السورية وليتسنّى لهم تقاسم كعكتها، وخاصة الجارة الشمالية (تركيا) التي تسعى لتضم إليها مناطق كردية أخرى، على غرار ما فعلته في عفرين وسري كانية وكري سبي واعزاز والباب وجرابلس، ويبدو أنً مسلسل الضم متواصل تحت مسمّى إستكمال التدابير العملية إقامة الحزام الأمني على حدودها الجنوبية، وها قد برزت في هذه الأيام مؤشرات كثيرة توحي إلى أنّ منطقة كوباني قد أصبحت مهدّدة بالحصار في خانة "جيوعسكرية" ضيقة قد تودي إلى إستهدافها وضمها قريباً، وصحيح أنه يتم في الوقت الحالي قصف بلدة عين عيسى الإستراتيجية إلا أنّ العين التركية على كوباني المطوقة ، الأمر الذي بات يبعث على القلق والمخاوف لدى أوساط كثيرة من بنات وأبناء شعبنا الكردي وسط أجواء إقليمية مقلقة للغاية وتستهدف الكرد وكردستان

ولعلّ الشاهد الأكثر دلالة على مدى اقتراب موعد إبرام صفقة أخرى هو التبليغ الروسي لحزب (PYD) بالإسراع في تسليم بلدة عين عيسى لنظام الأسد، في ظل معرفة كافة الأطراف بأنّ مسلّحي هذا الحزب لن يسلموها للنظام وسيفضِّلوا تكرار تطبيق تجربة عفرين، ولذا فقد يتم تسليم عين عيسى وكوباني لتركيا وقد تلقيان نفس مصير عفرين وأخواتها وقد يبقى حبل ضم المناطق الكردية الأخرى على جرار الصفقات المتتالية التي تم ابرامها في سوتشي ويقوم بتنفيذها حزب العمال (PKK) باوامر من أسياده الإقليميين، والذي يمضي قدماً في رحلة افراغ القضية الكردية من محتواها القومي في كافة اجزاء كردستان وقد سبق لهذا الحزب في الثمانينيات من القرن العشرين أن قضى على كافة فصائل الحركة الكردية في كردستان تركيا، والذي (أي PKK) يتدخل منذ سنوات في شؤون اقليم كردستان الفدرالي ويعطي الحق لنفسه بالتمترس في تخومه، والذي قام أيضاً بحل فرعه في كردستان ايران (pajak ) وكأن القضية الكردية قد تم حلها هناك، وفي كردستان سوريا أصبح يسيطر على الساحة ويفرض أجنداته عبر اليد الطولى لفرعه حزب (PYD) الذي يتصرف كسلطة مطلقة ويحتكر قرار الحرب والسلم ويعطل حالياً الحوارات التي يرعاها الأمريكان لترتيب البيت الكردي، والذي يدّعي الأممية وقام بتبديل إسم كردستان سوريا إلى مسمّى تهويشي لا يمتُّ بأية صلة للكرد "مناطق شرقي الفرات وشمال شرقي سوريا" ويتبرّأ من القضية الكردية ويحاول التخلص منها لصالح نظام الأسد وأسياده، ولعلّ تمسك مسلحي (PKK) بالوقوف ضد اتفاقية شنكال والبقاء فيها بمعية الحشد الشيعي لهو دليل آخر على مدى تورطه في خدمة دول إقليمية متربصة بحاضر ومستقبل شعبنا الكردي هنا وهناك.

وبناءً على ماسبق وما لم يتم ذكره لأسباب جمّة، فإنّ الرأي العام الكردي بات يعطي الحق لنفسه ويطالب حزب (PKK) بالاعتذار للشعب الكردي والانسحاب الى ساحته وكف بلاءه عن باقي أجزاء كردستان.