بلاغ عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

بلاغ عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

بلاغ عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

عقدت اللجنة المركزية يوم الجمعة 14-10-2022 اجتماعها في قامشلو بحضور سكرتير الحزب الرفيق سعود الملا.

وبعد الوقوف دقيقة صمت حداداً وإجلالاً على روح البارزاني الخالد وأرواح شهداء شعبنا الكردي وشهداء الثورة السورية، تناول الاجتماع عدداً من قضايا الوضع الاجتماعي والسياسي والتنظيمي، أبرزها الوضع الاقتصادي والمعيشي المُتردّي لعموم البلاد وخصوصاً مناطق كوردستان الغربية، ولاسيما بعد هبوط سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، ما زاد في الارتفاع الهائل لأسعار السلع والمواد الضرورية للحياة، مقابل تدنّي أجور الأيدي العاملة مع تزايُد البطالة باستمرار، حيث هبوط القدرة الشرائية لدى شرائح واسعة من المجتمع، هذا فضلاً عن تفشّي الظواهر السلبية من الفساد وعمليات السلب والسطو، وفرض المزيد من الإتاوات على المواطنين، ناهيك عن الوضع الأمني المقلق سواء لجهة القصف التركي الذي يكاد يكون بشكل يومي على القرى والبلدات مع الشريط الحدودي، أو من جهة ملاحقة الشباب للتّجنيد الإجباري، واختطاف القاصرات للغرض والهدف نفسه، ما يجعل الوضع ضاغطاً باتجاه المزيد من هجرة الشباب إلى خارج البلد.

ولاشك أن الوضع أكثر سوءاً في مناطق " سري كانييه گـري سبي، عفرين" بسبب الانتهاكات المستمرة من الفصائل المسلحة المسيطرة على الأوضاع هناك، وفي عفرين ازداد الوضع رعباً وفزعاً بعد المعارك العسكرية بين الفصائل المسلّحة لمساعي كلٍّ منها كسب المزيد من مناطق النفوذ لها، وما زاد في ترويع الأهالي تحرُّك هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة»، واجتياحها المنطقة لمؤازرة بعضها القريبة منها ضد البعض الآخر، الأمر الذي يزيد من القلق والتّوتُّر ويزيد من مخاطر فلتان الوضع الأمني في المنطقة، وما يثير الريبة أنّ هذه التطوّرات تأتي في سياق التوافق بين النظامين التركي والسوري «كسيناريو» تحضيراً للمرحلة اللاحقة، وقد يكون للجانب الدولي شأن في ذلك.

وعن الأزمة السورية وتبعاتها، رأى الاجتماع أن المساعي الدبلوماسية بشأن الحل السياسي الدولي لها متعثرة أو أنّها تتراوح في المكان، رغم أن »غير بدرسون« مازال متمسّكاً بخيار (خطوة بخطوة) وأن المجتمع الدولي لا يرى حتى الآن البديل عن قاعدة مرجعية جنيف1 والقرار الدولي 2254 لحلٍّ سياسيّ شاملٍ للأزمة السورية.

كما توقّف الاجتماع عند الوضع في إيران، واستعرض التطوُّرات الأخيرة فيها بعد استشهاد المناضلة مهسا «جينا اميني» تحت التّعذيب الوحشي على يد جلاوزة الملالي، وبدء المظاهرات والاعتصامات والإضرابات لتتحوّل إلى انتفاضة جماهيرية عارمة، تشمل معظم المكوّنات القومية والإثنية والمذهبية والسياسية، وبمساندة دولية واسعة، وعليه رأى الحضور أن الوضع في إيران لا يستقرُّ مهما جُوبِهت الانتفاضة بالقمع الوحشي، وحتى مواجهتها بالعسكر والسلاح الحي، وأن الوضع في ايران آيل إلى المزيد من التفاقم، خاصة أن الجانب الاقتصادي والمعيشي يسير باتّجاه الفقر المدقع لمعظم الفئات والشرائح الاجتماعية، ناهيك عن العقوبات الاقتصادية، وتعثُّر موضوع المفاوضات بشأن الملف النووي.

في وضع العراق، أعرب الاجتماع عن ارتياحه لفوز مرشّح التوافق الكردي «الدكتور عبد اللطيف رشيد» لمنصب رئيس الجمهورية، ولعل هذا الفوز يكون البداية لتجاوُز الأزمة السياسية المستعصية، ورأى الحضور أن هولير هي مركز القرار الكردي، وأن الرئيس المناضل مسعود بارزاني مشهودٌ له بروح المبادرة الخلّاقة عند الأزمات، وأن إقليم كوردستان بقيادته وحكمته لن يكون طرفاً في الأزمة أو المشكلة بل جزءاً أساسياً من الحل سواء في داخل الإقليم والبيت الكردي أو على مستوى عموم العراق.

وعن مؤتمر المجلس الوطني الكردي، وبعد مناقشة مستلزمات وتحضيرات هذا المؤتمر، بما هي الوثائق التنظيمية والسياسية، وحتى الانتخابات قد تمّ إنجازُها، لذلك رأى الحضور ضرورة عقد المؤتمر في أقرب فرصة مناسبة، حيث طال انتظاره، وكلّ المهتمين والمعنيين يتابعونه بشغف وعن كثب.

وأخيراً، وقبل اختتام الاجتماع تناول الحضور عدداً من القضايا الحزبية والتنظيمية، وضرورة العمل باتجاه عقد المؤتمر العام للحزب، سواءً بسبب تجاوُز زمن انعقاده، أو لضرورات المرحلة وما تشهدها من تطوُّرات سياسية تقتضي الاستعداد لها عبر مراجعة نقدية، بُغية تعزيز المسار النضالي، وترسيخ الثوابت النضالية وفق نهج الكوردايتي «نهج البارزاني الخالد» وبما ينسجم مع المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده الرئيس المناضل مسعود بارزاني بهمّة واقتدار.
اللجنة المركزية
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
قامشلو 14 / 10 / 2022